قتلت أمريكا بيد صهيون القائد صلاح البردويل في ليلة مباركة من الشهر الفضيل ليلة 23 مارس 2025. وشهر مارس هو شهر الشهداء في الجزائر. وشهر الشهادة على العالم في فلسطين.
وبارتقاء هذا الكم الهائل من الشهداء سيبدأ العد التنازلي لساعة الصفر إن شاء الله.. فاستبشروا خيرا بالقادم فإن من سنن الله إذا ارتقى قادة الصف الأول بزغ فجر الحرية.
حدث هذا خلال ثورة الحرير المباركة في الجزائر بين 56 و 62؛ فبعد استشهاد قادة الثورة الكبار ومفجريها ثار الشعب وتنفس صبح الحرية بعد أن عسعس ليل الاحتلال. وسوف يحدث هذا بإذن الله تعالى بعد استشهاد قادة الصف الأول ومفجري “طوfان الأقصى” الذين توالت تصفيتهم تباعا فكان آخرهم القادة الأربعة الكبار: عصام الدعاليش. محمود وطفة. أسامة طبش. رشيد جحجوح.
لن تضيع دمارهم سدى فالنقمة الكبرى قادمة.
فقد كان الشهيد صلاح البردويل مواطنا غزيا متجولا بين مخيمات اللاجئين. لم يبرحها ميلادا وحياة وسيرة وولاء وخدمة.. فقد ولد في المخيم. وعاش فيه. وفاز بالشهادة وهو قائم يصلي في خيمته المتواضعة رفقة زوجته ليلة 23 من شهر رمضان المعظم (لعلها ليلة القدر). وهو القيادي الخامس الذي طالته يد الغدر خلال أسبوع واحد.
ما حمل البردويل سلاحا وما أطلق رصاصة. فقد كان مناضلا مدنيا سلاحه الفكر ورصاصه المداد وإقامته في العراء داخل خيمة لا يتجاوز سعرها 200$ نصبها بين خيم أشقائه اللاجئيين بمنطقة المواصي بالقرب من الكنيس غرب مدينة خان يونس (أصله من قرية الجورة قضاء قطاع غزة). ولم ينصب خيمته بباريس ولا بموسكو ولا بأوسلو ولا بمدريد ولا بواشنطن..
ولد في مخيم اللجوء الاضطراري بخان يونس ليلة 24 أوت 1959. ونال الشهادة داخل خيمته بخان يونس أيضا ليلة 23 مارس 2025 وهو قائم يصلي ويبتهل لله جل جلالة أن يخفف عن أهليه وطأة البرد والجوع والحصار ونذالة من باعوا ضمائرهم للشيطان..!! ويسأله النصر والتأييد والشهادة.. وزوجته تؤمّن على دعواته.. فارتقيا معا أحياء عند ربنا يرزقان وخلفا وراءهما ثمانية أبناء (ثلاثة أولاد وخمس بنات). بعد مسيرة حافلة بالتأسيس والاعتقال والمساءلات والسجن (في غزة وفي عسقلان). وسخر حياته كلها لخدمة قضية شريفة عاش لها وسقى شجرتها بدمه ودم آل بيته.
سلاحه القلم والألم والجرح الفلسطيني.. لما جالسته شد انتباهي أنه في الرسميات دقيق الملاحظة. شديد الوضوح. جريء الطرح. صداع بالرأي.. وفي الجلسات الإخوانية خفيف الظل سريع البداهة حاضر النكتة.. فإذا جد الجد جمع أوراقه واعتذر وغادر..
رحمك الله يا أبا محمد فقد خذلوك فاخترت الارتقاء إلى معراج لا يرقاه إلا من سقى شجرة التحرير بنجيع الشهادة. ذلك أن من يولد في مخيمات اللجوء ويعيش فيها66 عاما بلا وطن ولا حرية ولا أمان على حياة ولا على دين ولا على عرض وعقل ومال ولا على حاضر أمته ومستقبلها.. لا يلام إذا انتفض في وجه الطغيان. ولا يذهب دمه هدرا إذا تواطأت غطرسة البيت الأبيض مع جنون ناتن..ياهو على تصفية شعب كامل أمام سمع العالم ونظره.
اطمئن يا أبا محمد وعلى قوى الاستكبار في الأرض أن تعلم أنها لا تحارب الغزيين فحسب ولا الفلسtينيين وحدهم وإنما تحارب الضمير الإنساني الذي يوشك أن ينتفض. أو تتنزل جنود من السماء إذا بلغ الكتاب أجله..
فيا ويل من كان سببا في سفك دماء الأبرياء من الرجال والنساء والولدان.. في خيم لجوء ستنبت أشجار زيتون باسقة تحكي للأجيال قصة أمة تخلت عن جزء منها تأكله الكلاب وتستفرد به قوى غاشمة تظن أنها إذا صفت قيادات المقاwمة سيخلو لها الجو..!! وما قرأت تاريخ غزززة وعسقلان..!! لتدرك أنه منهما شقت الأمة طريقها إلى تحرير القدس من يوم استلم الفاروق (رضي الله عنه) مفاتيحها من يد الفرنجة إلى يوم صلاح الدين. والأيام بيننا يا نسل القرود.
فنم هنيئا يا أبا محمد فجنود ربك ينتظرون الإذن بالنزول. وتباشير ربنا تتوالى تباعا. وسوف ينصر الذين ظُلموا ويومها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
بقلم أبو جرة سلطاني
– نائب في المجلس التشريعي عن كتلة الإصلاح سنة 2006. وهو الناطق الرسمي باسمها. – مسؤول لجنة العلاقات الخارجية. ومقرر اللجنة السياسية وعضو لجنة الرقابة. – عضو اتحاد الكتاب. ورئيس فضائية الأقصى وصاحب مقال (من شوارع الوطن) في صحيفة الرسالة. – من دعاة المصالحة الوطنية. ومن المناهضين لمسارات السلام من (كامب ديفيد) إلى (أوسلو). منذ زمن الزعيم ياسر عرفات إلى فجر ارتقائه (كان أبو عمار يحترم رأيه ويقول له: نقدك لاذع يا أبا محمد).
