التصوير الفوتوغرافي.. مهنة تصارع التكنولوجيا

من المؤكد أن التطور التكنولوجي، أصبح سمة أساسية في حياتنا اليومية، ومن خلاله تغيرت العديد من المهن والأشياء، نتيجة لانعكاسات المتلاحقة، والمتغيرات التي طرأت على العالم، وهو الأمر الذي يتطلب مواكبة مراحل التطور، حال الرغبة في البقاء.

ويعد التصوير الفوتوغرافي، من المهن العريقة، التي شهدت تغيرات متلاحقة، في ظل تطور الوسائل التكنولوجية، ومنها الهواتف المحمولة، ذات التقنيات الفائقة، بالإضافة إلى البرامج والتطبيقات الحديثة، التي تستطيع تغيير ملامح الصور.

مما لا شك فيه، أن التطور المتسارع في التكنولوجيا، كان له تأثيرًا واضحًا على مهنة التصوير الفوتوغرافي، نظرًا لظهور تقنيات بديلة، أدت إلى تراجع الإقبال على المصورين في مختلف المناسبات.

◄ مراحل تطور الكاميرات
وتم تقديم أول كاميرا في العالم خلال القرن السابع عشر الميلادي إلا أنها كانت كاميرا بدائية، ولم تكن عملية وقابلة للانتشار والتقاط الصور بشكل واسع، ولكن الكاميرات العملية ظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي ثم تبعتها الكاميرات الرقمية التي بدأت بالظهور والانتشار خلال القرن العشرين، ولا زالت الكاميرات الرقمية مستخدمة حتى الوقت الراهن.
وصنعت أول كاميرا في العالم عام 1685؛ إلا أن هذه الكاميرا لم تكن متطورة كما هي حالة الكاميرات الرقمية وغيرها من الكاميرات المنتشرة في الوقت الراهن. لم تشهد صناعة الكاميرات تطورًا ملحوظًا حتى مرور قرابة 130 عامًا، وكانت الصور غير ثابتة في البداية ثم أصبحت ثابتة، وصارت ملونة فيما بعد، ثم ظهرت الكاميرات الرقمية وغيرها من تقنيات التصوير الحديثة.

وهناك العديد من أشكال وأنواع التصوير في العالم، فهناك التصوير ذو الوظيفة المهنية والتوثيقية والاعلامية ومنها تصوير الحروب والكواراث الطبيعية والاحتفالات الرسمية والمباريات الرياضية، وكل ما له علاقة بالصحافة والاعلام.

◄ أنواع التصوير
وهناك التصوير السياحي الذي يقدم صورا للسواح موضوعها المواقع الأثرية والطبيعية والترفيهية، وهناك التصوير الجمالي الذي يقوم على الفن والتأمل والأحاسيس كتصوير الوجوه «البورتريه»، والطبيعة وغيرها، بالاضافة الى التصوير التجريدي والمفاهيمي وغيرها من دروب التصوير.
ونرصد من خلال جولة ميدانية، مدى الإقبال على التصوير الفوتوغرافي، وتأثير التطوير التكنولوجي على الممارسين لمهنة التصوير في الطرق والميادين العامة.
◄ عمل إضافي
أعلى كوبري عباس بالجيزة، يقف محمد حسين «مصور متجول»، يقطن في حي بولاق الدكرور، والذي أكد انه يتجول بالكاميرا الخاصة به على الكوبري، ويبدأ يومه بعد أذان العصر، موضحًا أن التصوير ليس عمله الأساسي، إذ يعمل في الأصل صنايعي في مجال الألومينتال.
وأشار إلى أن فكرة التصوير على كوبري عباس، كانت تجربة برفقة أصدقائه، وشاركهم فيها حتى أصبحت هوايته المفضلة، مؤكدًا أن الإقبال على التصوير يكون متوسط في الأيام العادية، بينما يزداد بشكل كبير في المواسم والأعياد.

◄ صورة مفاجئة
وكشف عن أنه من بين الصعوبات التي يواجهها، الرفض المتكرر من بعض الأشخاص عند عرض التقاط صورة لهم، حيث يفضل الكثيرون استخدام هواتفهم المحمولة، مشيرًا إلى أنه لم يستسلم، متابعًا «أحيانًا بقوم بالتقاط صورة مفاجئة للأشخاص ليروا مهاراتي في التصوير»، مما يجذب انتباههم، موضحًا أن أسعار الصور تبدأ من 5 إلى 25 جنيهًا.
أما «أحمد» المصور المتجول ذو الـ 22 عامًا، فقد أحب التصوير منذ الصغر وتعلمه باستخدام الهاتف المحمول. ومع مرور الوقت، تحولت هوايته إلى عمله الأساسي، ويبدأ يومه بعد غروب الشمس متجولًا على كوبري عباس بجنوب الجيزة.

◄ مواقف محرجة
وأكد «أحمد» أنه يواجه بعض المواقف المحرجة، عندما يعرض على الأشخاص التقاط صورة ويرفضون، مؤكدًا أن الربح ليس ثابتًا، ويتفاوت بناءً على الظروف الجوية. والإقبال يكون أكبر في أيام الإجازات الرسمية، وأسعار الصور تتراوح بين 10 إلى 25 جنيهًا.
وتقابلنا مع مصور آخر يدعى «موسى»، ويعمل مصور متجول يبلغ من العمر 26 عامًا، والذي أكد أنه تعلم التصوير كان لهدف تحقيق مورد رزق وليس كهواية، مشيرًا إلى أنه في بداية مشواره، عمل كمشرف في حديقة الحيوان، ولكن بعد إغلاقها، انتقل للتصوير على الكباري منتظرًا تجديد الحديقة للعودة إلى عمله السابق.
◄ التصوير على الكباري
وأضاف «موسى» أن الإقبال على التصوير يعتمد على الظروف الجوية واليوم، مشيرًا إلى أن هناك أيامًا يكون فيها العمل جيدًا وأيامًا أخرى لا يوجد فيها إقبال كبير، موضحًا أنه يفضل التصوير على الكباري لمرونته في التعامل مع جميع الفئات بأسعار تناسب الحالة المادية لكل شخص. كما أنه يقدم صورًا مجانية أو بأسعار مخفضة للفقراء باستخدام كاميرته الشخصية.

وفي الختام، يظهر أن التصوير الفوتوغرافي في الشارع وعلى الكوبري له تحدياته وصعوباته، ولكنه يظل مصدر رزق مهم للكثير من المصورين الذين يجدون فيه متعة وراحة، ويحرصون على تقديم خدمة مميزة لجذب المزيد من الزبائن.