“ما يحدث فــــي غـــــــزة..سيرسم خارطــــة جديــدة فـــــي المنطقــة”
يشهد قطاع الصحة في غزة قصفا وحشيا وهمجيا من قبل الاحتلال الصهيوني، الأمر الذي حول المشافي إلى “مشارح” في انتهاك صارخ لأبسط قواعد القانون الدولي الإنساني، هل لنا بمعرفة ما يجري هناك؟
المستشفيات حولت فعليا إلى مشارح ومدافن، والدليل هو تحويل الساحة الخارجية في مستشفى الإندونيسي الذي يقع شمال قطاع غزة، إلى مقبرة للشهداء الذين كانوا موجودين في المستشفى، إضافة إلى تكسد عشرات الجثث أمام قسم الاستقبال في مجمع الشفاء الطبي أيضا، فكل ما يتحرك هناك مستهدف، حتى لو كان الأمر متعلق بالتحرك من مبنى إلى آخر، بل وهناك جرحى مصابون أمام البوابة التي تبعد عشرات الأمتار عن قسم الاستقبال، لكن لم يتقدم أحد للوصول إليهم، نظرا لوجود قناص يترصد الجميع، وتصيب رصاصته كل ما يتحرك. كما أن سيارات الإسعاف متوقفة, فلا توجد أي واحدة تحرك, حيث قد تم استهداف العشرات منها, حتى بلغ عدد السيارات التي تم استهدافها 53 واحدة، هذا إضافة إلى استشهاد 200 من العاملين في القطاع الصحي في هذه الحرب، وبالتالي في حال استمرار أزمة الوقود سنرى مئات من الإصابات الأخرى، وقد تتحول المستشفيات إلى مقابر جماعية”. كانت هناك كذبة كبرى كنا نسمع عنها سابقا، إلا أنها أثبتت في هذه الحرب، وتتمثل في أن هناك ضميرا لهذا العالم وأن هناك منظمات لحقوق الإنسان، لكن الواقع أثبت أن حقوق الإنسان تنتهك في غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، ولا أحد يتحرك، وبالتالي هناك كيان فوق القانون اسمه الكيان الصهيوني، ينفذ ما يريد وبالطريقة التي يريد دون أي حسيب ولا رقيب.
وكأني بك تقول حتى المنظمات الحقوقية والإنسانية تركت غزة وحيدة أمام مصيرها..
لا منظمات حقوق الإنسان ولا منظمة العفو الدولية ولا منظمة الصحة العالمية ولا الأمم المتحدة ولا غيرها قادرة على إيقاف هذا العدوان، فقد تعرضت القوافل التي تحركت قبل عدة أيام من جنوب قطاع غزة وعليها إشارة الصليب الأحمر للقصف، حيث تم استهدافها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
يتحجج الاحتلال الصهيوني باختباء عناصر المقاومة الفلسطينية في المستشفيات لتبرير جرائمه الوحشية والمجازر الدموية التي يرتكبها في غزة، فماذا تقولون بصفتكم مدير تمريض بمستشفى غزة الأوروبي؟
حجج الكيان الصهيوني باختباء عناصر المقاومة الفلسطينية في المستشفيات واهية وكذبة كبرى، يبرر بها أفعاله، فالمستشفيات يوجد بها عشرات الآلاف من المواطنين الذين استمر تواجدهم بها مدة طويلة من الزمن. كما أن المستشفيات تأتي بها وفود طبية أجنبية على مدار أعوام عديدة, وقد رفع القطاع الصحي الفلسطيني مطالب من أجل أن تكون هناك لجنة تحقيق أممية تحقق بهذا الموضوع، فهذا الكيان يقتل ويبحث عن تبرير للقتل، مع قناعته التامة بعدم وجود أي تبرير، لأنه يقتل فقط من أجل القتل.
لم ترقى مواقف الأنظمة العربية والإسلامية إلى مستوى المجازر المروعة المرتكبة من قبل جيش الاحتلال الصهيوني في القطاع، ما الذي كان متوقعا منها؟
الأنظمة العربية والإسلامية لم تقم بواجبها تجاه غزة، بل تركت هذه الأخيرة وحيدة، ورغم أن القتل كان في وقت سابق بعيدا عن عدسات الكاميرا، لكن الوضع اختلف الآن، حيث يتم القتل في غزة أمام كاميرات التلفزيون ولا أحد يحرك ساكنا، فعدد شهداءنا ومصابينا يزداد ساعة بعد ساعة، وعدد الذين أصبحوا دون مأوى أضحى بمئات الآلاف ولازال هناك من يتفرج، ولا نعلم إلى متى يتواصل هذا الصمت والتفرج على ما يحدث. وهنا أقول للمطبعين مع الكيان الصهيوني، إنه لو كان هناك خيرا في تطبيعكم لرأيناه على أهالي قطاع غزة، وما حدث في القطاع سيعيد رسم الخارطة من جديد ليس على مستوى فلسطين ولكن على مستوى المنطقة كلها، فقد شاهد الجميع إجرام هذا الكيان واستمتاعه بالقتل واستهدافه للبشر والشجر والحجر وحتى الحيوانات, فلم يسلم أي شيء من أذاه، ومنه قد يكون المطبعين استفادوا من ربط العلاقات معه, لكن بالتأكيد أهل غزة لم يستفيدوا ولم يشهدوا إلا زيادة في القتل.
ماذا عن الوضع في مستشفى غزة الأوروبي؟
^^ الوضع صعب جدا، حيث أن عدد أسرة المبيت تضاعف، وعدد أسرة العناية المركزة تضاعف أربعة أضعاف.. لا يوجد سرير واحد في المستشفى جاهز لاستقبال مريض، لأن الأسرة في المستشفى امتلأت. ضاعفنا عدد أسرة المبيت في الأقسام، وافتتحنا أقساما جديدة، ووصل عدد المصابين في الأقسام إلى 65 مصابا، كما استقبلت الإصابات في أقسام الأطفال، صراحة نسأل الله أن يقدرنا على خدمة أبناء شعبنا في هذا الظرف الصعب جدا حتى آخر نفس.
حاورته: هـ.د